الوزير الليبي السابق و رئيس الهيئة التأسيسية لتجمع المشروع الوطني د. محمود أحمد الفطيسي”حل الأزمة الليبية في يد المجتمع الدولي وليس في يد اللليبيين وحدهم”
- Nawel THABET
- 20 نوفمبر 2020
- حوارات
- أخبار, اخر
- 0 Comments
حاورته نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس
قال الوزير الليبي السابق ورئيس الهيئة التأسيسية لتجمع المشروع الوطني، الدكتور محمود أحمد الفطيسي، في حوار خص به “ميديا ناو بلوس”، بأن مفاوضات البعثة الأممية في تونس حول ليبيا، تعد أمرا جيدا مكن من جمع مختلف الأطراف الليبية وجها لوجه.
وأضاف أن المشكل الوحيد الذي يخيم على المفاوضات يكمن في مشاركة خليفة حفتر، وهذا الأخير لا يؤمن بالحوار السياسي وإنما بالإستحواذ على الكرسي الرئاسي.
وأكد محدثنا أن حل الأزمة الليبية في يد المجتمع الدولي وليس في يد اللليبيين بعد تدويل القضية الليبية والوجود المكثف للتدخل الدولي على ترابها، موضحا بأن الشعب الليبي لن يستسلم للديكتاتورية ولا بد من إرساء الديمقراطية في ليبيا.
• تم الإعلان عن البيان الختامي للمفاوضات حول ليبيا في تونس في 15 نوفمبر الماضي. فهل سيلقى هذا الأخير المصير ذاته الذي عرفته العديد من المفاوضات السابقة؟ أم أنكم متفائلون بذلك؟
في الحقيقة، عامة الشعب الليبي كان يرغب في إيجاد تغيير جذري ولا يزال الأمل موجودا بحكم أن المفاوضات لم تنته بعد ولا تزال هناك إجتماعات وجولات أخرى سيتم تنظيمها عبر تقنية الفيديو عن بعد حسبما قالته البعثة الأممية ونبقى في إنتظار اعلان الأسماء.
أعتقد أن ما وقع في تونس، لا نستطيع أن نصفه بالممتاز لكن يعد خطوة جيدة ساهمت في إذابة الثلج بين الأطراف الليبية التي التقت وجها لوجه. وهذا الأمر لم يتحقق في السابق، ما يدل على أنه تم بذل مجهودات من قبل البعثة.
وقول بعض اللليبيين المطالبين بالاجتماع مع بعضنا البعض، فهذا صعب، لأن القضية فيها حروب على مدار 6 سنوات منذ 2014 ولحد الآن لا تزال الحروب مشتعلة في ليبيا فضلا عن الإنقسام الشديد بين الفرقاء السياسيين.
ما حدث في تونس هو نفسه ما خلصت إليه محادثات غدامس في 4 أفريل 2019 لكن المجتمع الدولي تخاذل مع خليفة حفتر ومنحه فرصة لحسم المعركة لصالحه في طرابلس والدليل على ذلك تواجد كلا من خليفة حفتر والأمين العام للأمم المتحدة في ذلك التاريخ.
ولا يزال لحد اليوم هذا التاريخ راسخا في أذهان الشعب الليبي ويذكره بتخاذل المجتمع الدولي، من قبل دول في مجلس الأمن ومن السيد غوتيريس.
• بأي صيغة قانونية لتطبيق هذا البيان؟
إذا تم البيان باتفاق لا بد من صدور قرار من مجلس الأمن وفي حال صدور القرار من هذا الأخير، فمعناه أن الدول الخمسة قد اتفقت على إيجاد حل.
لكن اليوم في ليبيا الحل ليس في يد الليبيين والمشكل هو دولي بعد تدويل القضية الليبية بتدخل مصر، الإمارات والسعودية والروس ليأتي بعدها التدخل التركي، إلا أن هذا الأخير جاء كرد فعل لإنقاذ الحكومة الشرعية و بطلب منها.
لكن مجيء الدول الأخرى كان في الخفاء ومن أجل إبرام صفقات تحت الطاولة ومرتزقة من التشاديين وغيرهم ومن يدفع المال هم الإماراتيون.
• أفهم من جوابكم أن هذه المفاوضات تعد بادرة خير لإخماد نيران الحرب الأهلية المشتعلة في ليبيا، فهل تعتقدون أن ذلك سيتحقق ؟
في الحقيقة لا أستطيع أن أجزم في ذلك، لأن العملية لا تزال متواصلة، ولتحقيق ذلك يجب أن تغيب شخصية واحدة من هذه المفاوضات ويتعلق الأمر بخليفة حفتر، وهذا الأخير هو المشكل وقد ينفجر الوضع مرة أخرى بسبب هذا الرجل لأنه لا يؤمن بالحوار السياسي وهو يؤمن بالإستحواذ على كرسي السلطة لوحده فقط لا تزال مصر و الإمارات ترعى ذلك .
• هناك من وصف هذه المفاوضات في تونس بالفاشلة، وأن الحل يجب أن يكون ليبي ليبي، فمارأيكم في ذلك؟
لا تزال العملية في خضم المفاوضات حول معايير اختيار الشخصية المناسبة ولا أعتقد أن تكون الجولة الثانية هي الخاتمة والحل بيد المجتمع الدولي في ظل إنتشار الحروب في البلاد، وإذا قال المجتمع الدولي “لازم يصير هذا الأمر فسيصير”، أمام التدخل الدولي الموجود بقوة على التراب الليبي.
مثلا، مازالت فرنسا تتمسك بمخطط حفتر ولا يزال وزير خارجيتها جون إيف لو دريان يعتبر ذلك مشروعه ويرغب في ختم تاريخه السياسي بتنصيب حفتر على رأس ليبيا. فيما تريد من جهتها الإمارات زعزعة الإستقرار داخل دول المنطقة بعد ثورة الربيع العربي وهي لا ترغب في أن تكون هناك ديمقراطية في أي دولة في المنطقة.
لكن الشعب الليبي مصمم ولو طال الزمن، حتى لو سلمناها لأحفادنا فلن نستسلم للديكتاتورية ولا بد من إرساء الديمقراطية في ليبيا.