ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا و لدى الإتحاد الأوروبي أبي بشراي البشير”أمريكا تعطي ما لا تملكه لمن لا يستحق”

حاورته نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس

 

 

قال ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا والإتحاد الإوروبي، أبي بشراي البشير في حوار خص به “ميديا ناو بلوس” بأن القرار الأخير للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب المتعلق بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لم يكن مفاجئا لكنه غريب يتناقض تماما مع المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى، للحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.

وأكد محدثنا أن تصدير مشاكل الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا لعبة خطيرة جدا، من شأنها تهديد أمن و استقرار المنطقة كما لن يخدم أيضا مستقبل التسوية العادلة والنهائية على أساس ميثاق الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي.

وذكر أبي بشراي البشير أن أمريكا لا تملك الحق في إعطاء السيادة الكاملة للمغرب على الصحراء الغربية لأنها تكون بذلك تعطي ما لا تملكه لمن لا يستحق.

• هل تفاجأتم بقرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب واعترافه بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية؟

صدور القرار يبدو غريبا، خاصة عندما يصدر عن دولة عظيمة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية التي تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة جدا للحفاظ على القانون الدولي والشرعية الدولية لحفظ السلام والأمن الدوليين.

وغريب أن يكون لهذه الدولة موقف يتناقض مع الشرعية الدولية و ميثاق الأمم المتحدة. ويدخل هذا محل إستغراب أيضا بما أن هذا القرار يتناقض مع وضع الولايات المتحدة كقوة عظمى، وبلد عضو دائم في مجلس الأمن من واجبه الحرص على احترام ودعم القانون والشرعية الدوليين، فما هو مسموح به لدول مثل بوركينافاسو أو البحرين أو جزر القمر غير مسموح به على الإطلاق لدولة من حجم الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن القرار لم يكن مفاجئا بالنسبة إلينا على الإطلاق بالنظر إلى التقارير التي تم التحدث عنها منذ أشهر حول الإجراءات والتحضيرات التي كانت تجري على قدم وساق بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أجل الإعلان عن الصفقة المقايضة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في تغريدته.

وهذا المسار للمغرب لم يكن سرا لكنه الآن خرج إلى العلن، وقد بدأ منذ حوالي سنتين تقريبا، وبالتحديد منذ زيارة وزير الشؤون الخارجية المغربي إلى تل أبيب في أفق تحضير لقرار مجلس الأمن، حيث تم إطلاق على جبهة البوليساريو إتهامات جزافية، غير معقولة حول علاقة بين الجبهة مع حزب الله، وكانت تلك الإتهامات المفتاح للوصول إلى قلب ترامب وبالتالي الحصول على النتيجة التي تم الإعلان عنها.

• “تصدير مشاكل الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا لعبة خطيرة جدا”

وبطبيعة الحال القرار كان غريبا، لكنه لم يكن مفاجئا بالنسبة للصحراويين ولم يكن مفاجئا حتى بالنسبة للمختصين في الشأن الدولي، لكن تجب الإشارة إلى أن تصدير مشاكل الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا لعبة خطيرة جدا من شأنها تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة ولا تخدم مستقبل التسوية العادلة والنهائية على أساس ميثاق الأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي.

ثم الولايات المتحدة لا تملك الحق في إعطاء السيادة الكاملة للمغرب على الصحراء الغربية لأنها تكون بذلك تعطي ما لا تملكه لمن لا يستحق، وبالتأكيد فالمغرب كدولة إحتلال للصحراء الغربية لا تستحق على الإطلاق بزن يرسم و يشرع وجودها على أراضي الصحراء الغربية.

• هل تعتقدون ان المواقف الأوروبية والدولية ستغير شيئا بعد قرار واشنطن ؟

لا نعتقد على الإطلاق أن المواقف الأوروبية أو الدولية ستتغير بعد قرار واشنطن، بدليل إرتفاع مجموعة من أصوات الشخصيات جد مرموقة من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، كان لها وزن ثقيل وحضور كبير في صنع القرار الأمريكي الخارجي خلال فترات معينة، مثل وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر ، الذي كان وسيطا للأمم المتحدة في الصحراء الغربية على مدار 9 سنوات.

هذا الأخير عبر عن استنكاره لهذا القرار، بالإضافة إلى جون بولتون، إين هوف ومجموعة من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الذين عبروا عن استيائهم لهذا الفرار الصادر عن الولايات المتحدة الأمريكية التي تأسست على ممارسة حق الشعب الأمريكي في تقرير المصير و لا تسطيع أن تدير ظهرها بهذا الشكل لحق أساسي في تقرير المصير للشعب الصحراوي.

كانت تلك المواقف من داخل أمريكا، فما بالك بمواقف الدول الأوروبية التي عبرت عن رفضها لهذا القرار المخالف للشرعية الدولية مثل روسيا ، بريطانيا، إسبانيا و السويد ألمانيا، إلى جانب الأمم المتحدة على لسان الناطق الرسمي للأمين العام .

و بالتالي هذا القرار الذي يأتي قبيل 40 يوما من إنتهاء عهدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يغير شيئا من الصفة القانونية لطبيعة النزاع القائم على تصفية إستعمار و لا من الوضع القانوني للصحراء الغربية و لا من إصرار الشعب الصحراوي على تقرير المصير بمواصلة الكفاح ضمن السياق الجديد عقب إخراق المغرب وقف إطلاق النار و إندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية من جديد يوم 13 نوفمبر 2020.

• كيف ستكون الآليات الإستيراتجية التي ستتبعها جبهة البوليساريو بعد هذا الإعلان؟

بالنسبة للإستراتيجيات و الآليات فستبقى نفسها التي إعتمدتها المقاومة المفتوحة وتم تعزيزها يوم 13 نوفمبر 2020 بعنصر الكفاح المسلح بعد غياب لمدة 29 سنة وقد عاد اليوم بقوة تعبيرا عن رفض الشعب الصحراوي لإحتلال المغرب للإقليم أمام تماطل الأمم المتحدة و عجزها عن فرضها لقراراتها.

لكن ستبقى مسارات الكفاح الوطني إلى جانب الكفاح المسلح مفتوحة داخل المدن المحتلة للصحراء الغربية لتأجيج إنتفاظة الإستقالال رفضا لوجد الإحتلال و هو ما تجابهه يوميا القوات المغربية من عمليات إعتقال و مداهمات للمنازل.

ضف إلى ذلك جبهة العمل الدبلوماسي التي تعمل دائما في إطار القانوني الذي يؤطر قضية الصحراء الغربية من الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و حق الإستقلال.

الإتصالات مفتوحة مع مختلف الفاعلين الدوليين عبر كافة المستويات الرسمية، الشعبية و المنظمات الأهلية من أجل تعبئة و حشد الرأي الدولي للوقوف وراء إختيارات الشعب الصحراوي و حقوقه غير قابلة للتصرف.

و بالتالي فالخيارات الماثلة أمامنا هي نفسها التي كانت أمامنا منتصف السبعينات خلال تعرضنا إلى الغزو المزدوج إثر إنسحاب موريطانيا عقب إستفتاء تقرير المصير، و هو خيار المقاومة.

لا نملك خيارا بمعزل عن ذلك الخيار. قضيتنا هي قضية وجود بالنسبة إلينا و لا نملك هامشا آخر على الإطلاق للتفريط في هذه القضية و سوف نقاوم و نواصل المقاومة إلى غاية تحقيق هدفنا المحوري و الشرعي في إقامة دولتنا المستقلة عبر كامل تراب الوطن.

اترك تعليقا