رجل الأعمال اللبناني عمر حرفوش ” لبنان لن يعود كما كان ..”
- Nawel THABET
- 6 أغسطس 2021
- حوارات
- أخبار, اخر
- 0 Comments
حاورته نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس
قال رجل الأعمال اللبناني عمر حرفوش في حوار خص به ” ميديا ناو بلوس ” تزامنا مع مرور سنة على الإنفجار المروع لمرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، بأن لبنان لن يعود كما كان عليه سابقا، إلا في حال قيام جمهورية ثالثة و هو ما يطمح إليه.
و تحدث عمر حرفوش بنظرة متشائمة حول مستقبل لبنان أمام لامبالاة المسؤولين السياسيين الذين لم يحركوا ساكنا منذ وقوع الإنفجار و كأنما شيئا لم يحدث،
كما إستنكر محدثنا عدم محاسبة المسؤولين المتسببين في تحويل القوة الإقتصادية النابضة للبلاد بمرفأ بيروت إلى ركام.متأسفا في الوقت نفسه لرفض السياسيين اللبنانيين مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل إنقاذ لبنان.
• سنة كاملة مرت على فاجعة الإنفجار المروع بمرفأ بيروت، الذي خلف 214 ضحية و أزيد من 6500 جريحا، فما تقييمكم للوضع الراهن في لبنان اليوم بعد هول الكارثة ؟
وضعنا من سيئ إلى أسوأ و لا كأنه وقع إنفجار بحجم تفجير نووي ، اللبنانيون حزنوا يوما أو يومين ثم رجعوا إلى المناكفات السياسية و الخلافات المافيوية، و لم يكن لأي سياسي الحس الوطني من أجل إنقاذ لبنان أو على الأقل دعم المبادرة الفرنسية الثمينة. بالرغم من عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على السياسيين في لبنان العام الماضي كل خدمات فرنسا و إمكانياتها بهدف وضع خطة إصلاحات إقتصادية .
لكن هؤلاء السياسيين، رفضوها بعدما كانوا قد قبلوا بها عندما حل إيمانويل ماكرون في لبنان ليتراجعوا عقبها مباشرة بعد عودته إلى فرنسا.
و بالتالي لم يسمحوا للإقتصاد بالإنتعاش و إنتهى الأمر باللبنات الأساسية بالإختفاء ليحكم على لبنان بالموت و الزوال، و لن يعود لبنان كما كان عليه في السابق.
و أنا شخصيا لا أؤمن بأنه بإمكان لبنان إنقاذ نفسه في ظل النظام السياسي الحالي ، إما أن يبني نظاما سياسيا جديدا بقيام جمهورية ثالثة و هو الأمر الذي أتمناه و إلا فما ينتظر لبنان هو الموت المحقق.
• و ماذا عن التحقيقات القضائية ؟
و لا كأنه هناك تحقيقات لحد اليوم ، لا يوجد أي توجيه للإتهام إلى أي شخص كان، و لم يتم الإعلان عن أي نتائج للتحقيقات لحد الآن أمام إنعدام محاكمة و لو لمسؤول واحد سنة بعد الإنفجار.
إقتصر التحقيق على تقاذف التهم بين من الذي أتى بالنيترات و من أدخلها دون التركيز على المصدر الرئيسى الذي كان وراء الكارثة، و ما لاحظناه فقط، تلك التدخلات السياسية التي وقفت عائقا أمام المسار القضائي.
و أنا من الأشخاص الذين يعتقدون بل متؤكدون بأنه لم يكن إنفجارا أو حادث قضاء و قدر كما يروج له المسؤولين اللبنانييين و إنما كان قصفا إسرائيليا، ما يعني تفجيرا إرهابيا لإستهداف لبنان.
و للأسف تم تلفيف هذه الجريمة الإنسانية من قبل جميع قادة الدول بما فيهم المسؤولون اللبنانيون داخل البلاد و تم طمس معالم الجريمة بدليل غياب تحقيق معمق في القضية لحد الآن.
و الهدف الرئيسي من ذلك هو زوال دور مرفأ بيروت الذي كان خطا تجاريا كبيرا جدا. ذو موقع إستراتيجي كنقطة إلتقاء بين الشرق و الغرب، و تم تحويل كل هذا النشاط التجاري إلى مرفأ حيفا ، بعد تطبيع العلاقات بين دول الخليج و إسرائيل.
• ما هي السيناريوهات المرتقبة في نظركم؟
ليس هناك أي سيناريو مرتقب في الأفق، المراد هو أن يبقى لبنان دائما رهين هذه الأزمة الخانقة، تحت خط الفقر و الجوع الذي يعاني منه أكثر من نصف اللبنانيين، فضلا عن فقدان الليرة اللبنانية لقيمتها وسط إرتفاع أسعار المواد الأساسية بمئات أضعاف المرات.
فيما أصبح إنقطاع التيار الكهربائي يتكرر بإستمرار في البلاد و غادرت الكوادر الطبية لبنان نحو الخارج و نفذت الأدوية من المستشفيات في الوقت الذي تضرب فيه موجة جديدة لجائحة كورونا في البلاد.
و بالتالي، صارت الوضعية سيئة للغاية أمام مواصلة السياسيين تسيير النظام بالعقلية نفسها، كأنما شيئا لم يحدث على الإطلاق.
إذن يواجه اللبنانيون اليوم ، أزمة إقتصادية و ظروف معيشية خانقة لكي يزول لبنان و هذا هو البرنامج الذي يمشي عليه اللبنانيون بدعم من الإقليم.
إستنتاج و تصور خطيران للأسف الشديد، أمام تملص المسؤولين من المسؤولية و عدم رغبتهم في ترك الكرسي أو تقديم إعتذارات عما حصل،و الجميع يقول إنه قضاء و قدر و كأن المرفأ فجر نفسه. بالرغم من هذا الإنهيار الناجم عن سياسة هذه الحكومات المتعاقبة التي لم تفعل أي شيئا.