الكشف عن مريض كافح “كوفيد” لـ “أطول حالة إصابة معروفة”!

كافح مريض “كوفيد” العدوى نفسها لما يقرب من 18 شهرا، فيما يُعتقد أنها أطول حالة مستمرة معروفة في العالم.

ويقول العلماء إن المريض البريطاني المجهول الهوية – الذي توفي في النهاية – كان يعاني من ضعف شديد في المناعة.
ولم يكشف المسعفون عن حالة المريض أو عمره أو ما إذا كان قد تم تطعيمه.

لكنهم درسوا تسعة مرضى مختلفين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب عمليات زرع الأعضاء وفيروس نقص المناعة البشرية والسرطان. وكشف باحثون من كينغز كوليدج لندن ومؤسسة NHS وGuy’s وسانت توماس عن الحالات.

وتوفي أربعة مرضى، واحتاج اثنان إلى علاجات بالأجسام المضادة ومضادات الفيروسات للتخلص من العدوى. وتعافى اثنان في النهاية دون علاج.

وأصيب المريض التاسع بنفس نوبة “كوفيد” التي أصيبوا بها منذ 412 يوما.

وفي المجموع، كافح المرضى التسعة “كوفيد” لمدة 72 يوما في المتوسط ​​قبل أن يتعافوا أو يموتوا أو تنتهي الدراسة.
واكتشف الفريق أيضا حالة إصابة بعدوى “غامضة”. ويوصف هذا بأنه عندما يُعتقد أن شخصا ما تعافى من خلال اختبار سلبي، ويُكتشف أنه لا يزال يؤوي الفيروس.

وتنتشر هذه الظاهرة – تختلف عن “كوفيد الطويل” – مع مسببات الأمراض الأخرى، مثل الإيبولا والتهاب الكبد B. والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة معرضون بشكل خاص للإصابة بـ “كوفيد” لأن دفاعات الجسم الطبيعية أضعف بكثير.

ولهذا السبب، تقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إنه كان يجب أن يكون لديهم أربع جرعات لقاح حتى الآن.

ويعني ضعف جهاز المناعة لديهم صعوبة في التعافي، ما يعني أنهم يؤوون الفيروس لفترة أطول.

ويمكن أن يمنح هذا الفيروس وقتا للتحور داخل أجسامهم، ما قد يؤدي إلى متغير جديد يمكن أن يستمر في إصابة الآخرين.
ويشك بعض الخبراء في أن هذا هو السبب وراء ظهور متحور أوميكرون ذي الطفرات الفائقة، والذي اجتاح العالم في أواخر عام 2021.

وتدعم النتائج التي توصل إليها فريق المملكة المتحدة هذه النظرية، مع أخذ عينات جينية منتظمة تم جمعها من المرضى، وكشف أن خمسة منهم طوروا طفرة واحدة على الأقل شوهدت في متحورات “كوفيد” المعروفة المثيرة للقلق.

واستمر فيروس أحد المرضى في تطوير ما مجموعه 10 طفرات تطورت أيضا بشكل منفصل في متحورات ألفا وغاما وأوميكرون.

وقال معد الدراسة الدكتور لوك سنيل، إنه يوفر دليلا على أن متحورات “كوفيد” الجديدة يمكن أن تظهر في المرضى الذين يعانون من نقص المناعة.

ومع ذلك، أضاف أنه لا يزال غير معروف ما إذا كان هذا هو أصل سلالات مثل أوميكرون.

وقال: “من المهم أن نلاحظ، مع ذلك، أنه لم يقم أي من الأفراد في عملنا بتطوير متحورات جديدة أصبحت واسعة النطاق تثير القلق”.

وجادلت المعدة الدكتور غايا نيبيا، بأن البحث سلط الضوء على أهمية تطوير علاجات لمساعدة المرضى الذين يعانون من نقص المناعة على التخلص من “كوفيد”.

وقالت: “المرضى الذين يعانون من نقص المناعة والذين يعانون من عدوى مزمنة لديهم نتائج سيئة، وهناك حاجة ماسة إلى استراتيجيات علاجية جديدة للتخلص من العدوى”.

وكان اختبار المريض المصاب بعدوى “كوفيد” الخفي، سلبيا للفيروس عدة مرات قبل ظهور الأعراض مرة أخرى بعد عدة أشهر.

وأظهر التحليل الجيني لهذا الفيروس أنه نسخة من المتحور ألفا، الذي انقرض في المملكة المتحدة بحلول الوقت الذي عادت الأعراض فيه. وزعم الباحثون أن هذا يشير إلى أن الفيروس ظل كامنا في جسم المريض بعد أشهر من الإصابة الأولية.

وتم تجنيد المرضى للدراسة بين مارس 2020 وديسمبر 2021، وتأكدت إصابتهم بالفيروس لمدة ثمانية أسابيع على الأقل.

ويتعافى معظم الناس من عدوى “كوفيد” في غضون أسابيع قليلة وفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وقدم الباحثون نتائجهم إلى المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في البرتغال.

اترك تعليقا