مصادر تؤكد شرعية الإجراء و قانونية العملية الانتخابية لعميد مسجد باريس الجديد

نوال ثابت/ ميديا ناو بلوس

ينشط اليوم  الخميس 16 جانفي، عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، مؤتمرا صحفيا للرد على أسئلة مختلف وسائل الإعلام.

ودع الطاقم العامل بمسجد باريس الكبير، على رأسهم العميد الجديد شمس الدين حفيظ، الثلاثاء 14 جانفي، عميد المسجد السابق الدكتور دليل بوبكر، على خلفية تقديم هذا الأخير إستقالته السبت الفارط (11 جانفي 2020)، بعد قضائه 28 سنة على رأس هذا الصرح الديني، وهو الذي التحق به سنة 1992.

وقال العميد السابق دليل بوبكر في كلمة له” لقد عملت مع شقيقيا محمد الونوغي و شمس الدين حفيظ على مدار 22 سنة و أنا جد سعيد بتولي رجل المرحلة القادمة زمام أمور المسجد “

كما فندت مصادر “ميديا ناو بلوس” الموثوقة لدى مسجد باريس الكبير بعض الأخبار المتداولة من قبل بعض وسائل الإعلام، منذ تعيين العميد الجديد، حيث ذكرت هذه الوسائل بأن عملية إنتخاب خليفة الدكتور دليل بوبكر، لم تكن قانونية، بما أنه لم تتم الإشارة إليها في جدول أعمال الجمعية العامة لجمعية الحبوس. كما تم التعقيب أيضا على عملية التصويت التي لم تكن، حسب المشككين، بالأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس الإدارة الذين حضروا الإجتماع الذي دعا إليه عميد مسجد باريس الكبير، إلى جانب غضب الطرفين الجزائري والفرنسي لعدم إخطارهما.

وربط المشككون في شرعية العميد الجديد، استضافة سفير الجزائر بفرنسا صالح لبديوي لكل من العميدين الجديد والسابق بمعية مدير إدارة المسجد، حيث تحدث هؤلاء “استدعاء” السفير لـ”الإستفار عما يدور من اتهامات من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وليس “دعوة” أو “لقاء” بين ادارة المسجد الجديدة والممثلية الدبلوماسية بالعاصمة باريس.

 

وكذبت المصادر ذاتها لـ “ميديا ناو بلوس” من خلال إجابتها على أسئلتنا صحة ما تناولته بعض وسائل الإعلام، موضحة بأنه تمت الإشارة في جدول الأعمال الذي أرسل إلى أعضاء المجلس الإداري بأسمائهم، كل واحد على حدى، إلى نقطة “متنوعات” التي تترك الحرية لعميد مسجد باريس الكبير إختيار ما يتضمنه جدول الأعمال خاصة عندما يتعلق الأمر بإضافة خانة “متنوعات”.

و أكدت المصادر ذاتها بأن الإنتخابات جرت بطريقة قانونية لما يقتضيه النظام الداخلي لجمعية حبوس والأماكن الإسلامية، بالإستناد إلى ما تنص إليه تعليمة وزير الداخلية فيما يخص تعيين عمداء مسجد باريس الكبير، إستلمت “ميديا ناو بلوس” نسخة منها، تحمل تشريع رقم 9 في شكل سؤال كتابي تحت رقم 19792، تم نشرها بالجريدة الرسمية لدى مجلس الشيوخ الفرنسي، الصفحة رقم 352، المؤرخة في 13 فيفري 1992، رد من خلالها وزير الداخلية الفرنسي عن طريق رد كتابي تم نشره هو الآخر في الجريدة الرسمية لدى مجلس الشيوخ يحمل الصفحة رقم 1886 بتاريخ 13 أوت 1992، يتضمن طريقة اجراء الانتخابات لمثل هذه الهيئات، والتي جاء فيها أنه “لرئيس شركة حبوس والأماكن الإسلامية الحق الكامل في أن يكون عميدا على رأس المعهد الإسلامي لمسجد باريس الكبير، يتم إختياره عن طريق عملية إنتخابية لمدة لا متناهية، لا يمكن وقفها إلا في حالتين إثنتين: ألا وهما الإستقالة أو الوفاة”.

وبررت مصادرنا صحة العملية الإنتخابية التي “جرت بكل شفافية و التصويت بالأغلبية المطلقة حتى من قبل الأعضاء المعارضين، ولم يتم إعتراض ذلك خلال إجتماع الجمعية العامة”، تقول المصادر نفسها، مستغربة الأخبار المتداولة للتشكيك في صحة هذه الإنتخابات أو الإعتراض على مصطلح “متنوعات” الذي ورد في جدول أعمال الجمعية العامة.

وأضافت المصادر ذاتها بأنه تمت تهنئة العميد الجديد من قبل سفير الجزائر في فرنسا وتكريم العميد السابق دليل بوبكر عن السنوات التي قضاها على رأس هذا الصرح الديني الهام في فرنسا.

أخلاقيات مهنة المحاماة لا تمانع ذلك

من جهة أخرى، وعما دار من حديث عدم تطابق مهنة المحاماة ومنصب عميد مسجد باريس الكبير، فيما يتعلق بتعدد المناصب، فقد أوضحت النقيب لدى مجلس قضاء باريس بمقاطعة فال دي مارن، الأستاذة نصيرة مزيان، في حديثها لـ “ميديا ناو بلوس” بأنها شخصيا “تفاجأت لتنصيب زميل لها بنقابة المحامين بمجلس قضاء باريس كعميد لمسجد باريس الكبير”، قائلة بأنه زميل معروف بخبرته الميدانية، وقد تلقى تهاني النقيب السابقة لدى مجلس قضاء باريس، بيرون ماري، على حسابها في “تويتر”.

وأوضحت النقيب أنه تم طرح سؤال فيما يخص أخلاقيات المهنة حول تطابق مهنة المحاماة مع رجل دين (كاهن)، فكان الرد: “لا حرج في ذلك”، معلقة بأنه بالنسبة إليها السؤال نفسه ينطبق على عميد مسجد باريس الكبير الجديد في هذه الحالة، إلا أن، حسبها، مهنة المحاماة تعد مهنة مستقلة وتستدعي وقتا كبيرا.

تجدر الإشارة إلى أن تنصيب المحامي شمس الدين حفيظ عميدا لمسجد باريس الكبير السبت 11 جانفي ألهب مواقع التواصل الإجتماعي بين مرحب ومعارض، حيث بدأت فيديوهات تتداول بين الرواد حول استضافة العميد الجديد خلال سنة 2014 في بلاطو تلفزيوني لقناة “آل سي بي” حيث كان هذا الأخير على رأس لجنة دعم عبد العزيز بوتفليقة للعهدة الرابعة. وحول هذه النقطة أوضح العميد الجديد في تصريح له لجريدة “ليبيراسيون” بأنه حقيقة ساند وقتها الرئيس السابق مثله مثل الكثير من الشخصيات، نافيا تماما مساندته للعهدة الخامسة.

أعضاء الفيدرالية يدعمون العميد الجديد
حرر أعضاء الفيدرالية الوطنية لمسجد باريس الكبير من خلال إجتماعهم الأربعاء 15 جانفي على مستوى هذا الصرح رسالة دعم للعميد الجديد شمس الدين حفيظ إستلمت “ميديا ناو بلوس ” نسخة منها، يؤكدون من خلالها دعمهم المطلق للمحامي شمس الدين حفيظ منددين بحملة الوشاية الكاذبة التي تعرض إليها هذا الأخير منذ تنصيبه إلى جانب المدير الإداري محمد الونوغي.
وجاء في الرسالة الموقعة من قبل أعضاء الفيدرالية” نحن أعضاء الفدرالية المجتمعين يوم الأربعاء 15 جانفي، نهنئ الأستاذ شمس الدين حفيظ الذي أصبح بطريقة شرعية رئيسا للفيدرالية الوطنية لمسجد باريس الكبير”
و كتب أيضا” نصرح بدعمنا المطلق من أجل آداء مهامه النبيلة لخدمة أعضاء المكونة الدينية و ندين بقوة حملة الوشاية الكاذبة المتخذة ضده …و ندين أيضا تلك الحملة التي تستهدف أخونا محمد الونوغي ،الأمين الوطني لفيدرالية مسجد باريس الكبير… نشهد أمام الله و الملىء أن أخوينا كانا في خدمة المصالح العليا للمكونة الدينية و ذلك منذ أن كان دليل بوبكر على رأس الفيدرالية”.
و يتصدر قائمة الموقعين رئيس المركز المناهض للإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، عبد الحميد تيجاني، عبد القادر عوسيج،عبد القادر بن ديدي،عبد القادر بوعزة،عيسى نكاز،عمار ديب،شاوي ميسوم،جمال بدرة، الحاج خبابة،طاهر بلهادي، طاهر ندرومي ، و سليمان ناظور.

Leave A Comment