الإعلامي و المحلل السياسي توفيق المثلوثي “إحترام بايدن الحد الأدنى من وعوده قد يعود بالنفع على القضية الفلسطينية”
- Nawel THABET
- 13 نوفمبر 2020
- حوارات
- أخبار, اخر
- 0 Comments
حاورته نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس
قال الإعلامي والمحلل السياسي توفيق المثلوثي في حوار خص به “ميديا ناو بلوس” بأن الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن، ستحرص على التوازن الدبلوماسي في إطار علاقاتها الدولية، على رأسها القضية الفلسطينية. وإسترسل المثلوثي أن جو بايدن وكامالا هاريس سيعيدان العلاقات الأمريكية – الفلسطينية إلى سابق عهدها لتهدئة الاحتقان العربي والإسلامي لما تعرفه القضية الفلسطينية من حساسية لدى هذه الشعوب، وذلك بتلطيف الأجواء المشحونة وهذا ما سيربحه العرب والمسلمون بفوز جو بايدن ووصوله إلى السلطة.
أكد محدثنا أنه ليس من باب التفاؤل وإنما من بابي الواقع والدراسة، فإن جو بايدن ملزم بإحترام على الأقل الحد الأدنى من وعوده ما قد سيعود بالنفع على القضية الفلسطينية.
• هل يعني فوز جو بايدن بادرة خير لإستعادة العلاقات الرسمية الأمريكية الفلسطينية وإعادة المساعدات المالية التي قطعها من قبل الرئيس دونالد ترامب؟
نعم هذا من المؤكد لسببين، أولهما حرص الديمقراطيين على التوازن الدبلوماسي حتى وإن لم يكونوا “أصدقاء حميميين”للفلسطيين، ومن ناحية أخرى تصريح نائبة جو بايدن، كامالا هاريس، بأنه بمجرد وصولها رفقة بايدن إلى البيت الأبيض سوف تتم إعادة الاعانات المالية إلى فلسطين وسوف يعاد فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، كما ستعود العلاقات مع السلطات الفلسطينية إلى سابق عهدها .
فهذا من المؤكد خدمة أيضا لأمريكا من أجل تهدئة الإحتقان العربي والإسلامي ضد أمريكا، والديمقراطيون لهم علاقات قوية مع الدول العربية والمسلمة، ويدركون تمام الادراك حساسية القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية والاسلامية، أكثر من حساسيتها لدى السلطات الرسمية.
فأمريكا الآن تعيد بناء ربط العلاقات الدولية خارج القضية الفلسطينية وأفضل دليل على ذلك تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل التي استبشرت بعودة الديمقراطيين وفوز بايدن من أجل إعادة فتح صفحة جديدة في العلاقات الأورو- أمريكية، وليس فقط فيما يخص هذه العلاقات وإنما ستعود العلاقات الأمريكية إلى عادتها الطبيعية مع جميع الدول عكس غلاظة وقلة أدب ترامب وغطرسة الجمهوريين.
• هل سيلتزم جو بايدن، في اعتقادكم، بما جاء في حملته الإنتخابية بحل الدولتين وإعادة السفارة الأمريكية إلى تل أبيب، ملغيا قرارات دونالد ترامب التي استهدفت الفلسطينيين؟
نحن نتمى بأن يوفي بهذا الوعد، لكنني كل ما أتقدم في السن كلما يتأكد لي ما قاله لي في أحد الأيام وزير الداخلية الفرنسي الأسبق شارل باسكوا الذي قال لي “توفيق لا تنسى شيئا … الوعود لا تلزم إلا من إعتقد فيها”.
طبعا هناك وعود إنتخابية، وجو بايدن وعد بإعادة حقوق المسلمين وإحترامهم وغيرها من الوعود، لأنه يريد أصوات المسلمين كونه يعلم أن كل المسلمين في العالم متمسكين بالقضية الفلسطينية كونها قضية مركزية. فنحن كل ما نجزمه اليوم ليست لدينا مؤشرات تثبت أو تنفي بأنه سيتم تنفيذ هذه الوعود.
لكن في الأغلب وعندما ندرس تاريخ الديمقراطيين في السلطة نرى بأنهم الأقرب من الوصول إلى الحل السلمي والجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولا ننسى أن كلينتون الرجل ودور الديمقراطيين في السلطة الراغب في الحل السلمي والحل الوسط بالإبتعاد عن الحلين العنيف والعسكري.
ليس من باب التفاؤل و إنما من بابي الواقع و الدراسة، جو بايدن ملزم بإحترام على الأقل الحد الأدنى من وعوده وهذا سيعود بالنفع على القضية الفلسطينية بإذن الله.
• تغيير الإدارة الأمريكية من جمهورية إلى ديمقراطية لن يؤثر على التحالف المشين بين أمريكا وإسرائيل، خاصة بعد جهر بايدن بصهيونيته وإلتزامه المطلق بأمن إسرائيل. فهل على القيادة الفلسطينية توخي الحذر؟
و الله كنت تكلمت منذ ثلاثة أيام مع مسؤول فلسطيني صديق، فسألني عن رأيي عما يحدث، فأجبته قائلا : سؤالك هذا لا يجب أن يطرح لأن المفروض أن الحل بيد الفلسطنيين وليس بيد الأمريكيين، والحل بيد الأطراف الفلسطينية ومادامت هذه الأخيرة مشتتة، مفرقة، بينها القطيعة وبينها خلافات وحرب أهلية، فلن تقوم قائمة لفلسطين.
وعلى الفلسطنييين أن يكفوا عن رمي المسؤولية على الأمم الأخرى وعلى الشعوب العربية والمسلمة فالمسؤولية مسؤولية الفلسطينيين، فعليهم توحيد الصفوف وبعدها سيتم النظر في كيفية دعمهم، وماداموا منقسمين، شق في غزة، وشق في الضفة الغربية، وهذا يسب في هذا وآخر يحارب في ذاك، فكيف تريدون أن تنتصروا وأنتم لستم على قلب واحد؟..
فأول شيء تغيير الإدارة لا يهم، فأمريكا وأنتم تعلمون جيدا أن الدولة الأمريكية لا تتعامل بحكم الأشخاص الذين يترأسونها أو الأحزاب التي تأتي إلى السلطة بالتداول، وإنما هناك قرارات إستراتيجية ومصالح دائمة قارة للدولة الأمريكية، فمهما كان إلزامي التغيير في طريق الأداء بتلطيف العلاقات، لكن في الواقع النتيجة تبقى دائما على حالها .
وجو بايدن لم يكذب عندما قال بأنه صهيوني متطرف وأكد بأنه إذا وجب فهو أكبر الصهاينة لأن إسرائيل ضرورة قصوى لاقتصاد وسياسة أمريكا في الشرق الأوسط، فالأمر واضح وهو لم يكذب لكنه سيحاول تلطيف الأجواء، وسيحاول تقريب الطرفين إلى الوصول إلى حل تفاوض وهنا يكمن الهامش البسيط بين الجمهوريين والديمقراطيين في هذه النقطة، وسيعمل جو بايدن على المحافظة عليها لحفظ ماء الحياء للفلسطينيين والعرب والمسلمين وهذا ما يمكن أن نربحه من فوز جو بايدن و وصوله إلى السلطة.