ممثل جبهة البوليساريو بأوروبا و لدى الإتحاد الأوروبي أبي بشراي البشير”الأمم المتحدة تتحمل جزءا كبيرا مما آلت اليه الأوضاع الآن في الكركرات”
- Nawel THABET
- 16 نوفمبر 2020
- حوارات
- أخبار, اخر
- 0 Comments
حاورته نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس
قال ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا و لدى الإتحاد الأوروبي أبي بشراي البشير، في حوار خص به ميديا ناو بلوس بأن خرق اتفاق وقف اطلاق النار مغربي الطرف، و أن تبعاته تترتب على عاتق الرباط، مؤكدا بأن ما حدث في الكركرات يعد مرحلة جديدة من الكفاح الوطني سيتم خوضها بكل إصرار رفعا للتحدي وبكل إستعداد للتضحية.
وحمّل محدثنا الأمم المتحدة مسؤولية ما يجري كون هذه الأخيرة لم تلتزم بتحديد الطرف المسؤول في عرقلة مسار التسوية، مطالبا إياها إعتماد أجندة واضحة لتنظيم استفتاء تقرير المصير، بعد 30 سنة من الإنتظار والجري وراء السراب.
وردا على تصريحات السلطات المغربية، قال أبي بشراي، إن الاستفزاز الأكبر هو التنصل من التزام الاستفتاء وتقديم مقترح مناقض للقانون يعطي للمغرب حق منح الاقليم حكما ذاتيا قبل حل اشكال السيادة وتحديد الوضع النهائي عن طريق استشارة الشعب الصحراوي المالك الحقيقي للأراضي الصحراوية.
• تم إنهاء وقف إطلاق النار المعمول به منذ 30 سنة في الصحراء الغربية، فكيف تصفون الأوضاع إلى غاية يوم الأحد 15 نوفمبر في منطقة الكركرات العازلة؟
بالتأكيد اتفاق وقف اطلاق النار أصبح جزءا من الماضي بالنسبة لنا، وانهياره من الناحية الاجرائية هو نتيجة منطقية لانسداد التسوية السياسية بسبب تراجع المغرب عن التزاماته الدولية ورفضه استفتاء تقرير المصير الذي يعد جوهر المسار وهدفه النهائي.
لقد نبهنا في أكثر من وقت الى أن مواصلة الرهان على الوضع القائم والمضي قدما في الانحراف بمسار التسوية عن سكته الأصلية ينطوي على الكثير من المخاطر، وأن وقف اطلاق النار ليس من الممكن أن يكون هدفا في حد ذاته، بالإضافة الى كونه بالغ الهشاشة، وتحديدا بعد صيف 2016 حين عمدت القوات المغربية الى محاولة تعبيد الطريق الرابط بين الثغرة غير الشرعية في الكركرات والحدود الموريتانية، مما دفعنا الى نشر قواتنا هناك لكبح جماح الاحتلال.
ما حدث يوم الجمعة 13 نوفمبر يشكل خرقا سافرا لوقف اطلاق النار حذرنا منه في مراسلات عديدة مع الأمم المتحدة، لكن المغرب الذي يتعامل بغطرسة وجبروت أقدم على مهاجمة المدنيين السلميين المتظاهرين قبالة الثغرة، وهو ما دفعنا الى الرد عسكريا، في اطار الحق في الدفاع المشروع، وبالتالي الانهيار الآلي لاتفاق وقف اطلاق النار بقرار مغربي، يجب أن تتحمل الرباط مسؤوليتها كاملة ازاء تبعاته.
الوضع المسيطر من يومها الى الآن، في الكركرات وفي غيرها هو وضع الحرب واعلاننا أننا في حل من اتفاق وقف اطلاق النار بعد قرار المملكة خرقه.
ومنذ الجمعة الى اليوم، جيش التحرير الشعبي الصحراوي يدك تحصينات الجيش الغازي على طول جدار الذل والعار. انها مرحلة جديدة من كفاحنا الوطني، نخوضها بنفس التحدي والاصرار والاستعداد للتضحية ورفع التحدي.
• دعت الأمم المتحدة إلى إستئناف عملية التفاوض ودعم جهود ضمان إحترام وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية، فما تعليقاتكم على ذلك؟
الأمم المتحدة تتحمل جزءا كبيرا مما آلت اليه الأوضاع الآن بسبب افتقادها، خلال المرحلة الأولى للمسار، للارادة أو الوسيلة أو كلاهما معا لتحديد الطرف المعرقل وفرض تطبيق قراراتها والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، وخلال المرحلة الثانية الانخراط تدريجيا في الانحراف بالتسوية عن مسارها الحقيقي والرضوخ الفاضح لارادة الاحتلال واملاءاته، حتى أصبح يتولد لدينا الانطباع، أحيانا أن المغرب هو من يمسك بيده المقود بدل المنظمة الأممية.
أما وقد آلت الأمور الى ما آلت اليه، فان الأمم المتحدة مطالبة بتحديد الطرف المسؤول عن عرقلة المسار صراحة، وبعد ذلك تبني رزنامة محددة وواضحة لتنظيم استفتاء تقرير المصير. فيما عدا ذلك سيكون اعادة انتاج التجربة الماضية والتي دفعنا ثمنها غاليا، 30 سنة من الانتظار وأحيانا الجري وراء السراب.
• أعلنت السلطات المغربية أن تحركها العسكري جاء بناء على ما أسمته حسبها “بالإستفزازات” لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة لكركرات، فما هو ردكم على هذه التصريحات؟
الاستفزاز الكبير هو الثغرة في حد ذاتها التي تشكل خرقا لوقف اطلاق النار ويستغلها المغرب كطريق لتسريع نهب ثروات الاقليم واستغلالها لتمويل الحرب على شعبه.
الاستفزاز الحقيقي هو الألعاب النارية التي يقوم بها الاحتلال لإعطاء انطباع زائف بامتلاك سيادة غير معترف بها على الصحراء الغربية من خلال توريط بعض الدول لفتح قنصليات أشباح.
الاستفزاز الأكبر هو التنصل من التزام الاستفتاء وتقديم مقترح مناقض للقانون يعطي للمغرب حق منح الاقليم حكما ذاتيا قبل حل اشكال السيادة وتحديد الوضع النهائي عن طريق استشارة الشعب الصحراوي المالك الحقيقي للأرض وصاحب الحق فيها.
الاستفزاز هو مواصلة اغلاق الاقليم أمام المراقبين الدوليين وانتهاك حقوق الانسان الصحراوي.
تلك هي الاستفزازات الحقيقية، أما ما قام به المدنيون الصحراوي فهو حق طبيعي لا يتناقض مع مقتضيات اتفاق وقف اطلاق النار ويشكل تعبيرا حضاريا عن رفض الاستفزازت السالفة الذكر. تلك الاستفزازت وغيرها، هي الغابة الكبيرة التي يريد المغرب اخفاءها وراء شجرة الكركرات.