الإعلامي و المحلل السياسي توفيق المثلوثي ” أوروبا بحاجة لتركيا وليس العكس”

حاورته نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس

 

 قال الإعلامي والمحلل السياسي توفيق المثلوثي في حوار خص به “ميديا ناو بلوس” بأن العقوبات المفروضة على تركيا من قبل الإتحاد الأوروبي لن تؤثر على تركيا، واصفا ذلك بمجرد “تحركات” للديك المذبوح من الإتحاد الأوروبي الذي هو بحاجة إلى تركيا و ليس العكس.

وأردف محدثنا بأنه خلافا لما يتم الترويج إليه بما أسماه بالكلام الفارغ عن رغبة تركيا في صنع الخلافة الجديدة و إعادة الدولة العثمانية وخلافتها الإسلامية، فتركيا لا تعمل لتحقيق شيئا من هذا القبيل إنما تسعى اليوم لدخول الساحة العالمية كقوة إقتصادية عظمى تتنافس على مد أنابيب الغاز لمختلف دول العالم خاصة بعد فتحها باب الإنتصار في أذربيجان.

• قرر قادة الإتحاد الأوروبي في قمة بروكسل المنعقدة يوم 11 ديسمبر ببروكسل، فرض عقوبات على تركيا على خلفية ما سمته “تصرفاتها غير قانونية” و”العدوانية في البحر الأبيض المتوسط”. فكيف تصفون هذه العقوبات؟

أعتقد أن العقوبات لن يكون لها أي مفعول أو مردود على تركيا و منذ نشأة الإتحاد الأوروبي في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق الراحل جيسكار دي ستان والعقوبات تسلط على تركيا و لم تؤثر عليها بتاتا بل بالعكس ومنذ ذلك الوقت، نحن نرى اليوم، تركيا في نمو وإزدهار مستمر في المنطقة وتحولت من ديكتاتورية متهرية مفلتة تحت النظام العسكري إلى أن أصبحت اليوم من أقوى القوات في البحر الأبيض المتوسط كقوة يحتذى بها.

وتبقى هذه مجرد تحركات فقط، مثل الديك المذبوح من الإتحاد الأوروبي الذي لم يجد أمامه وسيلة لإيقاف القوة التركية التي حققت العديد من الإنتصارات والتقليل من نجاحاتها. وأنا متأكد أن هذه العقوبة لن تأتي أكلها و إنما هي فقط عقوبة سياسية إعلامية للإستعمال الداخلي و لإرضاء الأنا الداخلي و غرور ماكرون.

• نفهم من قولكم، أن هناك تضييق الخناق على تركيا تدريجيا عقب التوتر القائم بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب أردوغان؟

في الحقيقة، التضييق لن يمكن أن يكون له مردود سلبي على تركيا نهائيا، لأن تركيا لديها منافذ كبيرة وليست لها مصالح كبيرة مع أوروبا بل بالعكس أوروبا هي التي تحتاج تركيا، ونحن رأينا ذلك بالنسبة لأزمة المهاجرين غير شرعيين وحاجة أوروبا إلى حماية حدودها دفعها إلى اللجوء إلى تركيا لطلب المساعدة مع دفع لها الثمن مقابل القيام بدذلك.

في الحقيقة، هذا الخناق ليس حربا على تركيا بقدر ما هي محاولة رد إعتبار لفشل فرنسا في العديد من المناطق، كفشلها في ليبيا بسبب نجاح تركيا بعدما أصبحت هذه الأخيرة عثرة في طريق النوايا الإمبرالية الفرنسية.

و أفشلت تركيا مباشرة كل مخططاتها سواء في البحر الأبيض المتوسط أو في إفريقيا . ولا أحد يتكلم عن إفريقيا بينما تغزو تركيا إفريقيا اليوم إقتصاديا حاليا بمعاهداتها وصفقاتها مع الكثير من الدول الإفريقية وهذا ما يأخذ ويقلص من منطقة النفوذ الفرنسية مما يجعل إيمانويل ماكرون يجن جنونه.

• بالحديث عن الصفقات الإقتصادية والتجارية، ما مدى تأثير هذه العقوبات على الإقتصاد التركي ؟

لا أظن ذلك، ربما سيكون هناك تأثير على العملة التركية بالضغوطات الأوروبية لمحاولة إسقاط الليرة ولكن ما شهدناه في السابق والسنة الماضية بعدما كانت هناك محاولة من هذا القبيل لكن النصرة القوية للجاليات التركية في الخارج، بتحويل مبالغ رهيبة نحو تركيا، تجنبت سقوط الليرة و إنحدار قيمتها.

سيأتون إلى المفاوضات، مع العلم أن لب المشكلة تنصب جميعها خطوط أنابيب الغاز والتنقيب عنه في البحر الأبيض المتوسط ما يجعل من تركيا إحدى الدول التي تمد إيطاليا بالغاز. وأيضا إنتصارها في أذربيجان هو ليس من باب الذين لا يقرؤون أكثر من ذقونهم، من باب القوة و الخلافة الجديدة و الكلام الفارغ عن الخلافة الإسلامية فتركيا لا تعمل للخلافة الإسلامية و لا لأي شيء آخر .

وتركيا تعمل لتقوية مركزها وتثبيت مكانتها وفرضها كقوة إقتصادية عالمية وأذربيجان كانت فقط لفتح الباب أمام تركيا لمد خط أنابيب الغاز . ولا علاقة لهذا بالكلام الفارغ عن الإسلاموية و الخلافة الإسلامية و ما شبه ذلك لعودة الدولة العثمانية كما يراه البعض.

 

 

اترك تعليقا