فلوفوكسامين عقار رخيص للغاية يقلل مدة البقاء بالمستشفى لمرضى كورونا
- Nawel THABET
- 29 أكتوبر 2021
- صحة
- 0 Comments
توصلت دراسة حديثة إلى أن “فلوفوكسامين” (fluvoxamine)، وهو دواء معروف ورخيص للغاية ويؤخذ عن طريق الفم، قد قلل فترات البقاء في المستشفى للأشخاص الذين يعانون عدوى فيروس كورونا الشديدة.
ونشرت الدراسة أمس الأربعاء في مجلة “ذا لانسيت غلوبال هيلث” (The Lancet Global Health)، ونقلتها مواقع مثل “ذا ديلي بيست” (The Daily Beast) و”وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal).
عقار فلوفوكسامين هو دواء يوصف عادة لعلاج الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري.
ووجد الباحثون أن فلوفوكسامين قلل فترات الإقامة في المستشفى للأشخاص الذين يعانون عدوى فيروس كورونا الشديدة.
وقد تكون نتائج الدراسة إنجازا كبيرا لإنقاذ حياة المرضى وتقصير مدة التعافي من كوفيد-19، لعدة أسباب ليس أقلها أن فلوفوكسامين رخيص للغاية ويمكن تناوله عن طريق الفم.
قال نيكولاس هورتيل -وهو طبيب نفسي في جامعة باريس ولم يشارك في الدراسة- لموقع ذا ديلي بيست: “علميا وطبيا، أعتقد أن هذا العلاج يجب اعتباره الآن خيارا علاجيا جادا لتقليل مخاطر دخول المستشفى والوفاة بين مرضى كوفيد-19، لا سيما في البلدان منخفضة الموارد التي ليس لديها وسائل أخرى لمواجهة الوباء. هذا العلاج آمن، وجيد التحمل، وغير مكلف، وسهل الاستخدام، وهناك مستوى عال من الأدلة على فعاليته القوية”.
وتم تقديم فلوفوكسامين لأول مرة إلى العالم عام 1983، وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية عام 1994.
ووفقا لموقع “دراغز” (Drugs)، فإن فلوفوكسامين ينتمي إلى مجموعة الأدوية المعروفة باسم “مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية” (SSRIs). ويعتقد أن هذه الأدوية تعمل عن طريق زيادة نشاط مادة كيميائية تسمى “السيروتونين” في الدماغ.
ووفقا لـ”خدمة الصحة الوطنية (NHS) في المملكة المتحدة، فإن السيروتونين ناقل عصبي؛ مادة كيميائية مرسال تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ، يعتقد أن لها تأثيرا جيدا على الحالة المزاجية والعاطفة والنوم.
بعد نقل الرسالة العصبية، عادة ما يتم امتصاص السيروتونين من قبل الخلايا العصبية. وتعمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية عن طريق منع (تثبيط) إعادة الامتصاص، مما يعني توفر المزيد من السيروتونين لتمرير المزيد من الرسائل بين الخلايا العصبية القريبة.
ارتفاع مستويات السيروتونين يمكن أن يحسن أعراض الاكتئاب ويجعل الناس أكثر استجابة لأنواع العلاج الأخرى، مثل العلاج المعرفي السلوكي.
كيف يعمل عقار فلوفوكسامين مع مرضى كورونا؟
قال إدوارد ميلز، وهو مؤلف مشارك في الدراسة الجديدة في جامعة ماكماستر في كندا، إن التأثيرات على الأرجح مضادة للالتهابات.
هذا مهم، لأنه في العديد من الحالات الشديدة من كوفيد-19 ليس الفيروس هو الذي يقتل، بل الاستجابة المناعية للجسم تتجه نحو فرط النشاط وتطلق العنان للخلايا والأنسجة السليمة.
وشملت الدراسة إعطاء فلوفوكسامين لـ741 من البالغين البرازيليين المصابين بفيروس كورونا الذين لم يتم تطعيمهم واعتبروا معرضين لخطر الإصابة الشديدة. وتم إعطاء 756 مشاركا آخر مصابا بفيروس كورونا علاجا وهميا.
كان المشاركون الذين عولجوا بعقار فلوفوكسامين أقل احتمالا بنسبة 32% من أن يحتاجوا إلى أكثر من 6 أيام من العلاج في المستشفى مقارنة بنظرائهم الذين يستخدمون الدواء الوهمي، وشهدوا انخفاضا إجماليا بنسبة 5% في خطر البقاء في المستشفى لفترات طويلة.
ومن بين المرضى الذين تناولوا 80% على الأقل من جرعات فلوفوكسامين، كانت هناك حالة وفاة واحدة فقط في مجموعة فلوفوكسامين، مقارنة بـ12 وفاة في مجموعة الدواء الوهمي.
وقال ديفيد بولوير -اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة- لموقع ذا ديلي بيست إنه يعتقد “تماما” أننا يمكن أن نرى العقار يلعب دورا جادا ضد كوفيد-19 على الفور تقريبا.