فرنسا: مؤلفات “موليير” لاتزال حية بعد 400 سنة من ولادته

ميديا ناو بلوس

 

لاتزال لحد اليوم أعمال ” موليير ” بإسمه الأصلي جون باتيست بوكلان، حية في فرنسا بعد 400 سنة من ولادته. حيث تحيي فرنسا اليوم السبت 15 يناير الذكرى المئوية الرابعة من ولادته في فرنسا.

و تعرف أعمال الشاعر، الكاتب و المؤلف المسرحي الفرنسي، موليير، شهرة كبيرة منذ تأليفها إلي غاية أيامنا الحالية لدرجة تسمية أعرق مبنى باريسي لأقدم مسرحية في العالم  ” دار موليير “، لاتزال ناشطة لحد اليوم.

ويبدأ لغز موليير منذ ولادته، إذ لم يعثر على شهادة معموديته إلا عام 1820، وتحمل تاريخ 15 يناير/كانون الثاني 1622 واسم كنيسة “سانت-أوستاش” في باريس، ولذلك يعتقد أنه ولد قبل يوم أو اثنين. ومن المعروف بحسب الوقائع الموثقة أن مستقبلا جيدا كان في انتظاره، إذ كان يفترض، بحكم كونه الابن البكر في عائلته، أن يرث عن والده مهمة منجد الملك وخادمه الشخصي.

وبعدما توفيت أمه وهو في سن العاشرة، نشأ بين أجواء ما كان وقتها قصر اللوفر، والأزقة المزدحمة ولكن الخطيرة في حي Les  Halles الشعبي، حيث كان يقيم، فاكتسب حس المراقبة القوي. وفي مدرسة كليرمون (حاليا لوي لو غران)، علمه الآباء اليسوعيون اليونانية واللاتينية والمسرح. واكتسب موليير ثقافة واسعة، مكنته لاحقا من أن يستلهم في مسرحه أعمال الرومانيين بلوتوس وتيريتس والكوميديا الإيطالية والإسبانية. ولا يوجد دليل على نيله شهادة الحقوق من جامعة أورليان، وربما يكون اشتراها.

وفي سن الحادية والعشرين، تخلى الشاب الجريء عن إرثه ليختار مهنة تنطوي على مخاطرة وضربت لاحقا بالحرمان الكنسي هي التمثيل المسرحي، ويكتنف الغموض سبب خياره هذا. وعند وفاة شقيقه الأصغر عام 1660، استعاد مهنة والده، مما وفر له وصولا مباشرا إلى لويس الرابع عشر.

فابنته إسبري-مادلين التي نجت وحدها من أولاده الأربعة، أضاعت مخطوطاته، ولا تزال أول سيرة ذاتية عنه نشرت في 1705 بعنوان “حياة السيد موليير” مصدرا للأساطير حول جان باتيست بوكلان المولود في طبقة البرجوازية الفرنسية والذي أصبح الكاتب المسرحي المفضل لدى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر.

وإلى جانب الشهادات العائدة إلى الحقبة التي عاش فيها، تشكل أعماله أهم ما بقي منه، وهي نحو ثلاثين مؤلفا كوميديا  في الشعر والنثر، نسبها بعض المشككين إلى كورني أو حتى إلى لويس الرابع عشر.

ويعتقد كثر أن ثمة أوجه تشابه بين شخصيته وشخصيات أبطال مسرحياته ألسيست وأرغان وأرنولف. حتى إن الممثل الفرنسي الشهير ميشال بوكيه لاحظ أنه في مسرحياته “يصفي حساباته مع نفسه”. وفي 2017، كتب الممثل الذي جسد أكثر من 400 مرة شخصيات من مسرحيات موليير أنه “لم يتناول ما تناوله من رذائل لكونه كان شاهدا عليها فحسب، بل لأنه عاشها بنفسه”. غير أن لا شيء مؤكدا في هذا الشأن.

اترك تعليقا