الفضاء يجمع الأميركيين والروس رغم الحرب في أوكرانيا

وصلت كبسولة فضاء وعلى متنها ثلاثة رواد روس إلى محطة الفضاء الدولية.

ورغم التوترات السياسية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، انطلق الرواد الروس الثلاثة يوم الجمعة إلى المحطة في مواصلة لوجود روسي أميركي مشترك على متنها منذ أكثر من عقدين.

كانت مركبة الفضاء الروسية سويوز انطلقت وعلى متنها رواد الفضاء الجدد في حوالي الساعة 15.55 بتوقيت غرينتش من محطة بايكونور الفضائية الروسية في كازاخستان. واستغرقت الرحلة ما لا يقل عن ثلاث ساعات.

واستقبل رواد الفضاء الروس فريق مؤلّف من روسييْن وأربعة أميركيين وألماني، بحسب صور نشرتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

وتم بث عملية الإطلاق على الهواء مباشرة عبر تلفزيون إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) وعلى موقعها على الإنترنت.

أقلع صاروخ سويوز على متنه ثلاثة رواد فضاء روس الجمعة باتجاه محطة الفضاء الدولية في وقت يزداد التوتّر بين روسيا والدول الغربية بسبب النزاع في أوكرانيا.

وكان التعاون الفضائي بين روسيا والدول الغربية أحد المجالات القليلة التي لم تتضرر كثيراً من العقوبات المفروضة على موسكو بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014. لكن مع ذلك، برزت بعض التوترات، لا سيّما بعد أن عيّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القومي دميتري روغوزين رئيساً لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس في العام 2018.

ويؤكد روغوزين باستمرار دعمه لما تسميه روسيا “المهمة العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، وكتب عبر تويتر قبل ساعات قليلة من انطلاق البعثة الروسية “للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، نحن أمام طاقم روسي بالكامل”.

وكان المسؤول أكد قبل أيام أن العقوبات الغربية الأخيرة على موسكو قد تؤدي إلى سقوط محطة الفضاء الدولية.

وأشار روغوزين إلى أن عمل المركبات الروسية المستخدمة في محطة الفضاء الدولية سيتعطل بفعل العقوبات، ما يؤثر على القسم الروسي من المحطة. وحذر من أن ذلك قد يؤدي إلى هبوط محطة الفضاء الدولية البالغة زنتها 500 طن على البحر أو البر”.

تستخدم أجهزة دفع الصواريخ الروسية المرتبطة بالمحطة لتصحيح مدارها وهو إجراء يُنفَّذ عشر مرات سنوياً لإبقائها على الارتفاع الصحيح أو لتجنب اصطدامها بمخلّفات فضائية في مسارها.

وأكّد مدير برنامج المحطة الفضائية لدى وكالة ناسا جويل مونتالبانو أن الأميركيين لا يملكون وحدهم هذه القدرة وأن “المحطة الفضائية صُممت على أساس مبدأ الاعتماد المتبادل (…) وهي ليست عملية يمكن فيها فصل مجموعة عن الأخرى”.

وقال “حتى الساعة، لا مؤشر إلى أن حلفاءنا الروس يريدون القيام بالأمور بطريقة مختلفة. لذا نتوقع مواصلة العمليات مثلما نفعل اليوم”.

اترك تعليقا