سباق ماراطوني لمرشحي الرئاسة الفرنسية قبل موعد الصمت الانتخابي

يتسابق المرشحون الاثنا عشر، للانتخابات الرئاسية الفرنسية، من أجل تعبئة القاعدة الشعبية، كلّ لصالحه وبطريقته الخاصة في حملة ماراطونية قبيل يومين عن موعد الدور الأول الذي سيفرز عن اسمين اثنين، يمرّان إلى الدور الحاسم. وحسب آخر استطلاعات للرأي، فإن مؤشر الحظ توقف عند كل من الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، في وقت تشير فيه المعطيات الراهنة إلى تسجيل مقاطعة غير مسبوقة.

هدى مشاشبي / ميديا ناو بلوس

حاول المرشحون للانتخابات الرئاسية الفرنسية، استثمار الوقت المتبقي من الحملة الانتخابية، لتعبئة القاعدة الشعبية قبل نهايتها المحددة منتصف ليلة الجمعة، وبداية مرحلة الصمت الانتخابي، إذ شهدت الساعات الأخيرة تحركات كثيفة لكل من الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وغريمته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وكذلك الحال بالنسبة لكل من إيريك زيمور، اليساري جون لوك ميلانشون، ومرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس، حيث اجتمع هؤلاء بمناصريهم في عدة مناطق من الجمهورية، بحثا عن كسب الأصوات كل لصالحه.

واجتهد المرشحون في سبيل استمالة أصوات الناخبين، في التطرق إلى مختلف الملفات التي تشغل الرأي العام الفرنسي، بداية بملف الشغل والتقاعد، إلى ملفات الهجرة، ولم يكن الملف الأوكراني بالغائب عن التجمعات الانتخابية منذ انطلاقها، وهو الملف الذي أكسب الرئيس ماكرون نقاط إضافية في رصيده في استطلاعات الرأي، وصلت إلى 6 نقاط كانت كفيلة بتصدره في نوايا التصويت واحتلاله المركز الأول، تليه مارين لوبان في المركز الثاني، وجون لوك ميلانشون في المركز الثالث من التصويت.

ولم تقف حظوظ ماكرون عند هذا الحد فقط، وإنما تحولت الحرب الأوكرانية إلى ورقة رابحة في يده، لم يتأخر عن إشهارها في وجه أبرز خصومه، على غرار مارين لوبان، وإيريك زيمور، الذين تسبب لهما قربهما من محيط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إضعاف موقفيهما على عكس ماكرون، الذي يتجمّل برداء القومية الأوروبية، وهو الذي أخّر إعلان ترشحه لهذه الانتخابات، على إثر انشغاله بالجولات الماراطونية التي قادها إلى العواصم الأوروبية من أجل تفادي نشوب الحرب وتغليب الحل الديبلوماسي، بما يحقن الدماء في أوروبا.

وفي الوقت الذي يحاول فيه المعسكر الرئاسي إثبات عدم أهلية مارين لوبان لتسيير الملفات الكبرى في البلاد، وخاصة تسيير الأزمة الأمنية التي تهدد القارة الأوروبية، يخرج إيمانويل ماكرون، إلى الطبقة العالمة، التي تشكّل أكبر تحدّ له، خاصة بعد العهدة المنتهية له التي شهدت ثورة غير مسبوقة لهذه الطبقة، فيعد الأخير، بمواصلة خفض الضرائب، والعودة إلى التوظيف الكامل.

من جهتها، تحاول زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، وهي التي تتقدّم يوما بعد يوم في استطلاعات الرأي مقابل تراجع غريمها إيمانويل ماكرون، تحاول مواجهة تهديد العزوف الانتخابي الذي يحتمل أن يطغى على الانتخابات الرئاسية، حسب استطلاعات الرأي، خاصة وأنها أكدت قبل أيام أنها تقود آخر حملة انتخابية في مشوارها السياسي.

مرشح اليسار الراديكالي، جون لوك ميلانشون، يحاول هو الآخر ضمان مروره إلى الدور الثاني، وهو الذي سجل خلال الأيام الماضية ارتفاعا في نوايا التصويت، لتواصل حركته “فرنسا الأبية” التكثيف من التجمعات في كل دائرة انتخابية.

اليميين المتطرف إيريك زيمور، وهو صاحب التصريحات المثيرة للجدل والمواقف المعادية لكل ما يرمز للمسلمين والمهاجرين، يسعى من أجل اللحاق بالركب وضمان مروره إلى الدور الثاني، معتمدا في ذلك على الهجوم المستمر على خصومه السياسيين، ومحاولة إبراز وإثبات فرنسيته التي لا يتوانى في التعبير عن اعتزازه وافتخاره بها في كل مناسبة. ويسعى زيمور ومعه مرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس، إلى إعادة تنظيم معسكريهما.

وبنفس الخطى يسير كل من الشيوعي فابيان روسيل ومرشح الخضر يانيك جادو، ومعهما الاشتراكية آن هيدالغو، من أجل تقييم حملاتهم الانتخابية، وحتى بلوغ 5% من نوايا التصويت بما يخوّل لهم الحصول على نفقات حملتهم الانتخابية.

Leave A Comment